الاثنين، 28 يناير 2013


فنحن رأينا الأمة الإسلامية فيما كانت عليه من عزة ورفعة بين الأمم فقط عندما ربطت بين شعبة العلم وشعبة الأخلاق،
فعندما اعتبرتهما “وجهان لعملة واحدة”كان الرقي، وعندما انفصلا فيما يسمي بعد بالعلمانية التي جاءتنا من الكنيسة الغربية وعندما قلدناهم تقليدا اعمى يفصل الدين والعلم فصلا لا أساس له، كان الدنو وكانت الرتبة السفلى بين الأمم

وهاهم العرب قد كونوا حضارة عظيمة أساسها العلم و الأخلاق الفاضلة المستقاة من الإسلام فتميزوا و شاع خبر أخلاقهم و علمهم ، و هذا في كل الميادين فأبدعوا في الميادين العلمية و الأدبية و الاجتماعية و حتى الدينية حيث اتسعت الرقعة الإسلامية و كثر العلماء و الباحثين ، و لما شارفوا على تثبيت مكانتهم، واجههم الغرب بأبشع الحروب التي حملت في طياتها تلويثا لأخلاقهم ، ذلك سعيا لسيادة العالم و إبقاء العرب في أخر المراتب .
ولا يستطيع احد انكار دعوة الاسلام لتحصيل العلم
فقد قال الله عز وجل:
” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات
كما قال نبينا محمد(ص) اطلبوا العلم ولو في الصين
وقال كذلك من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتي يرجع
ولم يكتفي الاسلام بذلك فقط بل جعله فريضة علي كل مسلم ومسلمة
لذلك يعتبر العلم منارة للأمم فبه تزدهر و به تنحط و لا يكون هذا الازدهار إلا بوجود الأخلاق لأنها أساس للعلم و مقياس لتطور الأمم و ارتقائها من كل النواحي ،
و لا يخفى على احد أن الشعوب تحيا و تزدهر إذا سلمت أخلاقهم
،و إننا نستطيع أن نقيم الفرد من خلال أمته و الأمة من خلال أفرادها لان الأخلاق هي السيبل لبقاء الامم صرحا شامخا.
فقد صدق امير الشعراء عندما قال
( إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا )
وقال ايضا:
إذا أصيب القوم في أخلاقهم ***فأقم عليهم مأتما و عويلا
أما آن للأمة أن تعلم أن الله تعالى قد فتح لها دستورها بكلام ليس كالكلام بقوله”"إقرأ بإسم ربك الذي خلق”؟
“حتى نكون أعضاء فى مجتمع متحاب يسوده الحب والخير والسلام ويبعد عنه الحقد والكراهية والحسد , قال تعالى : ” إنما المؤمنون أخوة ” , وحثنا رسول الله على الصلاة وعلى الأخلاق الكريمة فقال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) , فالعلم وحده لا يكفى دون إيمان وخلق وحسن علاقة بالله عز وجل
صدق حافظ ابراهيم في شعره:
فــإذا رزقــت خـلـيقة مـحـمودة
فـقـد إصـطـفاك مـقسم الأرزاق
والـعـلم إن لــم تـكـتنفه شـمائل
تـعـلـيه كـــان مـطـية الأخـفـاق
لاتـحـسبن الـعـلم يـنـفع وحــده
مــلــم يــتــوج ربـــه بــخـلاق
*****************
العلم نور الحياة، وسبيل الخير والرفعة والمجد للفرد والأمة، به يعرف الإنسان دينه ودنياه، ويعرف طريقه وغايته.
علوم الدين تعلم الإنسان من ربه، وما هي صفاته، ومن نبيه، وما هي أخلاقه، وما دينه، وبماذا أمره وعن أي شيء نهاه، فيعيش في سلام واطمئنان مع ربه، ومع نفسه، ومع الناس حوله.
والعلوم الأخرى، كالرياضيات والأدب والعلوم وغيرها ضرورية في التعامل مع الحياة وأسرارها، وهي السبب في تقدم الطب والهندسة والصحافة والمواصلات وغير ذلك.
فالعلم بكل فروعه وأصنافه واجب على الأمة.
وكل فرد يتخصص بما يناسبه ويحبه، حتى يكون من الجميع مجتمع متعلم ناهض.
ولقد حثنا الإسلام على العلم في مواضع كثيرة من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال تعالى (وقل رب زدني علمًا)وقال سبحانه(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً للجنة ،وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما صنع.
وقال الشاعر:
العلم يرفع بيتاً لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف.
وقد أدرك المسلمون الأوائل قيمة العلم، فأقبلوا على دراسته، وكانت المساجد تزدحم بحلقات العلم، وتقوم بدور المدارس والجامعات، حتى نبغ من أبناء الأمة الإسلامية علماء كبار في ميادين المعرفة كلها، وكانوا أساتذة الدنيا لمدة عشر قرون كاملة، وعنهم أخذ الغرب علمه، وبنى حضارته، فما أجدرنا أن نحيي اليوم ما بدأه أجدادنا من قبل في العلم والحضارة وصناعة الحياة.
هل رأيت طلاب المدارس الابتدائية يحملون حقائبهم في طريقهم إلى المدرسة ،يأتونها صغاراً، ويخرجون منها كبارًا، يتعلمون فيها القراءة والكتابة والحساب والعلوم وغيرها.هل رأيت طلاب المدارس المتوسطة والثانوية، ثم طلاب الجامعة الذين يتخرجون ويصبحون أطباء ومهندسين وحتى معلمين .
ومع ذلك ترى بعض الناس لا يحترمون المعلم، فيتكلمون في حصته ولا ينفذون أوامره وهو الذي يسر لهم الحياة بالعلم وقال الشاعر أحمد شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيـــلا كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسًا وعقولا
*******************
إقرأ… فنحن أمة.. إقرأ …فكيف لا نقرأ..
تعلم ..فالعلم نور .. والجهل ظلمات ….
قال تعالى :
” هَلْ يَسْتَوى اْلَّذينَ يَعْلَمونَ وَالْذينَ لا يَعْلَمونْ ”
فضل العلم على المال…. ( الجزء الاول )
العلم والمال نبعان يستقى منهما الانسان خصائص حياة كريمه ولا غنى للإنسان
عن احدهما ولكن هناك تفاضل فى مكانة كل منهما وأهمية كل منهما على الآخر …
وقد قال الشاعر ..
بالعلم والمال يبنى الناس ملكهمُ …….. لم يبن ملك على جهل واقلال
وقال آخر …..
العلم يبنى بيوتاً لا عماد لها …… والجهل يهدم بيت العز والكرم
ولأن العلم هو اساس وعماد الحياة اليكم هذه المفاضله ……
عقد ابن القيم – رحمه الله تعالى – مقارنة بين العلم والمال يحسن
إيرادها— فقد فضل العلم على المال من عدة وجوه أهمها :
أن العلم ميراث الأنبياء.. والمال ميراث الملوك والأغنياء
أن العلم يحرس صاحبه… وصاحب المال يحرس ماله 0
أن العلم يزداد بالبذل والعطاء والمال تذهبه النفقات –( عدا الصدقة )
أن العلم يرافق صاحبه حتى في قبره والمال يفارقه
بعد موته إلا ما كان من صدقة جارية
أن العلم يحكم على المال فالعلم حاكم.. والمال محكوم عليه .
أن المال يحصل للبر والفاجر والمسلم والكافر.. أما العلم النافع
فلا يحصل إلا للمؤمن .
أن العالم يحتاج إليه الملوك ومن دونهم.. وصاحب المال
يحتاج إليه أهل العدم والفاقة والحاجة 0
أن صاحب المال قد يصبح معدماً فقيراً بين عشية أو ضحاها
والعلم لا يخشى عليه الفناء إلا بتفريط صاحبه .
أن المال يدعوالإنسان للدنيا والعلم يدعوه لعبادة ربه
أن المال قد يكون سبباً في هلاك صاحبه فكم أختطف من الأغنياء
بسبب مالهم !! أما العلم ففيه حياةٌ لصاحبه حتى بعد موته .
سعادة العلم دائمة وسعادة المال زائلة .
أن العالم قدره وقيمته في ذاته أما الغني فقيمته في ماله .
أن الغني يدعو الناس بماله إلي الدنيا والعالم يدعو الناس بعلمه إلي الآخرة .
و الإمام مالك حين قال : ” الحكمة والعمل نور يهدي به الله
من يشاء وليس بكثرة المسائل ، ولكن عليه علامة ظاهرة
وهو التجافي عن دار الغرور والإنابة إلي دار الخلود ”
وقد كانت هذه الكلمات من الإمام مالك قبساً من نور تكلمت به
شفتا ابن مسعود رضى الله عنه من قبل حين قال :
( ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم خشية الله )
ومسك الختام هى ابيات للإمام على كرم الله وجهه :_
وما الفضل لأهل العلم انهم …….. همُ لمن اراد الهدى أدلاءُ
وفضل كل امرئٍ ما كان يحسنه ….. فالجاهلون لأهل العلم أعداءُ
ففز بعلم تعش حيا به أبداً …….. فالناس موتى وأهل العلم أحيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق